المظلومين في التاريخ

المظلومين في التاريخ

أقسى شعور في هذه الحياة هو الظلم00
سوف أفتح ملف المظلومين في التاريخ00
ألا يستحق سجناء الظلم التاريخي أن تُمتد لهم يد منصفة؟؟
دونيا خوانا 00هي حديثي اليوم00
كانت ابنة ملكين وأم أثنين من الأباطرة وأربع من الملكات00 وجدة إمبراطور ملك نصف الدنيا وحده00وجدة جميع الأباطرة في أشهر الأسر المالكة الأوربية (أسرة هابسبورغ )
وقد حملت على رأسها أكبر إمبراطوريه عرفت حتى عصرها، تاج ألمانيا والنمسا وهولندا وأسبانيا وأمريكا الوسطى كلها وأمريكا الجنوبية كلها،
عاشت78سنه ومع كل ذلك كانت أشقى ملكة عرفها التاريخ000
أحُب الناسِ إلى خوانا كان أبوها وزوجها ،هما اللذان دفعاها إلى ما سموه عالم الجنون ،
من كل الأبهة الملك ،لم تعرف معظم حياتها سوى الثوب الأسود القذر ،لم تحكم ملكها يوما واحداً وكانت الدنيا تحكم باسمها 00من إمبراطوريتها الشاسعة كلها لم تعرف سوى غرف سوداء في حصون مهجورة،
دونيا خوانا إنها ابنة الملكين فرديناند وإيزابيلا
خطبت الفتاة الصغيرة بدافع الطمع السياسي إلى أبن الإمبراطور الذي كان يحكم النمسا وألبانيا وهولندا وكان فتى قد بلغ من جمالة أن كسب في التاريخ لقب (فليب الجميل)00وحملت خوانا إليه في بلاده000 فأغرمت به الغرام الذي دمرها تدميرا، كان هذا الحب هو سبب جنونها00أما فليب 000فكان زير النساء الذي لا يريد من هذه الزوجة سوى العرش الذي سوف ترث ،كانت موضع أهانته000 وحين استدعتها أمها إلى اسبانيا وجاء معها زوجها الجميل فليب00 بلغ من إهانته لها أن ضربها وسجنها في أحد أجنحة القصر عدة أيام فأضربت عن الطعام ولزمت مقعدا لا تفارقه ولا تكلم إنسانا 00قرر الزوج العودة إلى بلاده 00فقرر الملكان منع الابنة من مرافقته فلما رحل وحده اعتزلت خوانا في قلعه يعرفها العرب باسم (قلعة عبد السلام) قرب مدريد وامنتعت عن الكلام ولبست السواد وألزمت حاشيتها بلبسه وحين أرسل إليها رسالة لتلحق به 00رفضت الأم السماح لها بالسفر، حاولت الهروب فلما منعوها بقيت يومين تصيح وتبكي حتى انهارت وبعد عناد طويل سمحوا لها بالسفر00لكنها لم تلقى قرب ذلك الزوج إلا التعاسة والإهمال00 وحين دقت أجراس الكنيسة معلنه وفاة الملكة الأم كانت خوانا هي الوريثة الوحيدة لأملاك أمها وكان هم أبيها أن يكون هو الوارث، فلما كتبت في السر وثيقة تفوض أباها أن يحكم باسمها أراضيها00 وقعت الوثيقة بيد الزوج وكان جزاء خوانا التطويق والعزل عن دنيا الناس ولجأت إلى سلاحها التقليدي الصمت والإضراب عن الطعام 00وفي رحلة حزينة عاصفة حملها الزوج إلى اسبانيا ليأخذ العرش الذي ورثت ولكن الزوج الجميل بسبب الإسراف على نفسه أصيب بطفح جلدي مع الحمى وبالرغم من أن خوانا أسرعت على اللهفة والرعب وأصرت على تمريضه بنفسها وعلى سهر الليالي عند قدميه إلا أنه مات 00كان فقط في التاسعة والعشرين وكانت تصغره بسنتين فأصاب خوانا مس من الذهول كيف مات ؟؟؟ لزمت تابوته ، أصرت على دفنه في غرناطة التي كانت تبعد 700 كيلو متر منها وأصرت على نقله بنفسها وشهدت الليالي الأسبانية موكبا غارقا في السواد حتى خيله يسير كلما حل الظلام فقد أصرت على أن لا يسير بالنهار وكان يُرى في هذا الموكب على ضوء المشاعل تابوت وراءه امرأة00 وكوكبة من الفرسان السود 0لم تهتم بشي بعد ذلك ،أرغمها أبوها على أن ينوب عنها بالحكم ثم أخذ الملك أبنها المعروف في التاريخ الإمبراطور شارلكان أوشارل الخامس ،وإذا لم يتردد الأب في سجنها في أحد الحصون فإن الابن أبقى عليها في السجن وكذلك الحفيد من بعده،
47 سنة قضت تنام على الأرض لا تستحم إلا مرغمه ولا تبدل ثيابها السود حتى ولو اهترأت
أهي مجنونه ؟أهي عاقلة؟ أهي ضحية سياسية؟أهي ضحية الحب؟

الرجاء وضع رد

الرجاء وضع رد

الرجاء وضع رد