رؤيا الأنبياء و المرسلين عليهم الصلاة و السلام

رؤيا الأنبياء و المرسلين عليهم الصلاة و السلام في المنام

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

قال الأستاذ أبو سعد رحمه الله أن رؤيا الأنبياء عليهم الصلاة و السلام في المنام تدل على أحد شيئين : إما بشارة و إما إنذار , ثم هي ضربان : أحدهما أن يرى نبياً على حالته و هيئته فذلك دليل على صلاح صاحب الرؤيا و عزّه و كمال جاهه و ظفره بمن عاداه , و الثاني : يراه متغير الحال عابس الوجه فذلك يدل على سوء حاله و شدّة مصيبته ثم يفرج الله عنه أخيراً .
فإن رأى كأنه قد قتل نبياً دلّ ذلك على أنه يخون في الأمانة و ينقض فالعهد لقوله تعالى : { فيمَا نَقْضِهم مِيثاقَهُمْ وَ كُفْرهِمْ بِآيَاتِ اللهِ وَ قَتْلِهِمُ الأَنْبِياءَ بِغَيْرِ حَقًّ } ( الأنبياء : 155 ) .

فمن رأى آدم عليه السلام على هيئته نال ولاية عظيمة إن كان أهلً لها لقوله تعالى : { إنِّي جَاعِلاٌ فِيْ الأَرْضِ خَلِيفَةً } ( البقرة : 30 ) , فإن رأى كأنه كلّمه نال علماً لقوله تعالى : { وَ عَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاءَ كُلَّهَا } ( البقرة : 31 ) .
و من رأى شيثً عليه السلام نال أموالاً و أولاداً و عيشةً راضية .
و من رأى إدريس أُكرم بالورع و ختم له بالخير .
و من رأى نوحً عليه السلام طال عمره و كثر بلاؤه من أعدائه ثم رزق الظفر بهم و أكثر شكره لله تعالى لقوله تعالى : { إنَّهُ كَانَ عَبْداًً شَكُوراً } ( الإسراء : 3 ) , و تزوج من إمراةً ذو دين فولدت له أولاداً .
و من رأى هودً عليه السلام تسفَّه عليه أعداؤه و تسلطوا على ظلمه ثم رزق الظفر بهم و كذلك من رأى صالحاً عليه الصلاة و السلام .
و من رأى إبراهيم عليه الصلاة و السلام رزق الحج إن شاء الله , و قيل : أنه يصيبه أذىً شديد من سلطان ظالم ثم ينصره الله عليه و على أعدائه , و يكثر الله له النعمة و يرزقه زوجةً صالحة .
و من رأى إسحاق عليه السلام أصابه شدّة في بعض الكبراء أو الأقرباء ثم يفرج الله عنه , و يرزق عزاً و شرفاً و بشارة , و يكثر الملوك و الرؤساء و الصالحون من نسله , هذا إن رآها على جماله و كمال حاله , فإن رآه متغير الحال ذُهِبَ ببصره نعوذ بالله .
و من رأة إسماعيل عليه السلام رزق السياسة و الفصاحة , و قيل : أنه يتخذ مسجداً أو يعين عليه لقوله تعالى : { وَ إذْ يَرْفَعُ إبْرَاهِيم ُالْقَوَاعَدِ مِنَ الْبَيْتِ وَ إسْمَاعِيلُ } ( البقرة : 127 ) , و قيل أنه من رآه أصابه جهد من جهة أبيه ثم يسهل الله ذلك عليه .
و من رأى يعقوب عليه السلام أصابه حزنً عظيم من جهة بعض أولاده ثم يكشف الله تعالى ذلك عنه و يؤتيه محبوبه .
و من رأى يوسف عليه السلام فإنّه يصيبه ظلم و حبس و جفاء من أقربائه , و يُرمى بالبهتان ثم يؤتى مُلْكاً و تخضع له الأعداء , فقد قيل في التعبير : أن الأخ عدو و هذه دليلً على كثرة صدقة صاحبها , لقوله تعالى : { وَ تَصَدَّقْ عَلَيْنَا } ( يوسف : 88 ) .و من رأى يونس عليه السلام فإنه يستعجل في أمر يورثه ذلك حبساَ و ضيقاً ثم ينجيه الله تعالى , و هذه الرؤيا تدل على أن صاحبها يسرع في الغضب و الرضا .
و من رأى شعيبً عليه السلام مقشعراً فإنه يُذهب ببصره , فإن رآه على غير تلك الحالة فإنه يبخسه قوماً قوم حقه عليهم و يظلمونه ثم يقهرهم و ربما دلت هذه الرؤيا أن صاحبها له بنات .
و من رأى موسى و هارون عليهما السلام أو أحدهما فإنه يهلك على يده جبارً ظالم , و إن رآهما و هو قاصد حربً فقد رزق الظفر .
و من رأى أيوبَ عليه السلام ابتلى في نفسه و ماله و أهله و ولده ثم يعوضه الله من كل ذلك و يضاعف له لقوله تعالى : { وَ وَهَبْنَا لَهُ أَهْلَهُ وَ مثْلَهُمْ مَعَهُمْ } ( ص : 43 ) .
و من رأى داود عليه السلام على حالته أصاب سلطاناً و قوةً و ملكاً .
و من رأى سليمان عليه السلام رزق الملك و العلم و الفقه , فإن رآه ميتاً على منبر أو سرير فإنه يموت خليفة أو أمير أو رئيس لا يعلم بموته إلا بعد مدة , و قيل : أنه من رأى سليمان عليه السلام انقاد له الولي و العدو و كثرت أسفاره .
و من رأى زكريا عليه السلام رزق على كبر ولداً تقياً .
و من رأى يحيى عليه السلام وُفِّق للعفة و التقوى و العصمة حتى يصير في ذلك واحد عصره ..
و من رأى عيسى عليه السلام دلّت رؤياه على أنه رجلٌ نفّاع مبارك , كثير الخير , كثير السفر , و يكرم بعلم الطب و بغير ذلك من العلوم .

رؤيا النبي محمد عليه الصلاة و السلام

عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه قال : (( من رآني في المنام فكأنما رآني في اليقظة , فإن الشيطان لا يتمثّل بي )) رواه البخاري .

قد بعث الله محمداً صلّى الله عليه و سلم رحمةً للعالمين , فطوبى لمن رآه في حياته فاتّبعه , و طوبى لمن يراه في منامه , فإنه إن رآه مديون قضى الله دينه , و إن رآه مريض شفاه الله , و إن رآه محارب نصره الله , و إن رآه صرور "لم يحج بعد" حج البيت , و إن رؤي في أرضً جدبة أُخصبت , أو في موضع قد فشا فيه الظلم بدّل الظلم عدلاً , أو في موضع مخوف أمن أهله , هذا إن رآه على هيئته .
فإن رأى النبي صلّى الله عليه و سلم قد أعطاه شيئاً من مستحب متاع الدنيا أو طعامً أو شراب فإنه خير يناله بقدر ما أعطاه , و إن كان ما أعطاه رديء الجوهر مثل البطيخ و ما غيره فإنه ينجو من أمرً عظيم إلا أن يقع به أذى أو تعب

شكرا لك على الموضوع الرائع

الرجاء وضع رد

الرجاء وضع رد